الاثنين، 14 سبتمبر 2009

الرجال والمطبخ في رمضان
عشاق ''القدور'' يضربون ''بالغراف''
يتذكر بعض الرجال في رمضان الطريق إلى المطبخ فيزاحمون المرأة طيلة ثلاثين يوما وسط مشاحنات وتعاليق تخرج عن قدسية الشهر الفضيل.
عادة ما يتعكّر مزاج الجنس الخشن، الذي يرفع شعار ''غلبني رمضان''، فنصل إلى مشهد الصحون المكسّرة والقدور المرمية، والطاولات المقلوبة، ويرتفع ترمومتر القلق لدى الرجال في ربع الساعة الأخير قبل الإفطار، حيث تحتدم المعركة بين الزوجين فتكون اللكمات وتتطاير الملاعق ليحسم المؤذن الأمر معلنا وقتا مستقطعا يمتد إلى وقت السحور.
''عمي احمد'' خرج لتوّه من الحياة المهنية فوجد نفسه في لحظة وضحاها من ''الموتى القاعدين'' كما يحلو أن يصف حالته، فهو طيلة اليوم تجده متنقلا بين القنوات العربية، وأضحى بحكم العادة مدمنا على متابعة حصص الطبخ التي يعدّها ''أسامة ومنال العالم، وشميشة والسيدة بوحامد''، حتى تلقى ضربة بالمقلاة والملاعق من طرف زوجته التي انفجرت في وجهه مكسّرة الصحون بعدما وصفته بشتى الصنوف منها أنه دخل عالم أصحاب الخشب المسنّدة، فهو لا يحرّك ساكنا إلا للانتقال للمطبخ قبل الإفطار لشم الروائح ورفع أغطية القدور والسؤال عن طبق اليوم، ولعل مما زاد من غيض زوجته تلك التعاليق التي يصدرها ''عمي احمد'' بين كل قدر وصحن ورائحة.
ومن جانبها تقول ''سعدية'' إن زوجها اكتشف هواية جديدة في الشهر الفضيل وهي الإطلال على القدور، وحشر أنفه في البخار المتصاعد من الأطباق المختلفة.
بينما يفضل بعض الرجال للكشف عن قاموس عريض وطويل من التعليقات اللاّذعة التي تحطّ غالبا من معنويات حواء، ويلجأ آخرون إلى فرض قائمة الأطباق التي يتوجّب على الزوجة تحضيرها والوقوف على رأسها خلال ساعات تحضير الوجبات.
''عمر'' مثلا يقول إنه قبل أن يغادر المنزل متوجّها إلى العمل في رمضان، يترك لائحة الطعام المطلوب لإعداده، وتكون الأعصاب والأوتار والطاولات المقلوبة والأواني المنكسرة إذا لم يجد ما طلبه.
ولا تختلف مشاهد ''سعيد'' مع زوجته قبيل الإفطار عن مشاهد مسرحية ''زوج في عطلة''، فالزوج اشتهر عنه أن شهر رمضان يقضي عليه بالضربة القاضية بمجرد حلول ليلة الشك فيدخل في عطلة عن كل شيء، إلا أنه يلبس ثوب الدركي أو الشرطي فيشهر أوامر بإضافة الملح أو الفلفل ومراقبة النار، ويعاين كل همسة، كما يقول المثل ''عين على المشوية وعين على المقلية''، أمام حيرة الزوجة التي تلعن فيه اليوم الذي أخذ فيه زوجها عطلة.
وتهدأ المعارك بين الزوجين حول ملكية المطبخ بحلول العيد حيث ينسحب الرجل من مشهد ''الكوزينة'' انسحابا يدوم إحدى عشر شهرا، وتتولى المرأة عرش المطبخ خلال تلك المدة.
 المصدر :الجزائر: موهوب رفيق
2009-09-14
قراءة المقال 1349 مرة

ليست هناك تعليقات: