السبت، 22 أغسطس 2009

راسل شيراك وينتظر رد ساركوزي
باباسي يطالب باسترجاع مدفع بابا مرزوق

لا يزال بلقاسم باباسي رئيس جمعية عبد الرحمان الثعالبي ينتظر رد نيكولا ساركوزي من اجل استرداد مدفع بابا مرزوق الذي صادره الاستعمار الفرنسي سنة 1830 وأخذه إلى فرنسا أين وضعه كنصب في إحدى ساحات مدينة "بيرست" إلى غاية اليوم.
وقال باباسي ل الخبر ان الجزائر مباشرة بعد الاستقلال عمدت الى التخلص من الكثير من التماثيل التي تصور شخصيات فرنسية من امثال تمثال دوق دوليان المنتصب سابقا في ساحة الشهداء و تمثال جون دارك بالبريد المركزي وتمثال القائد الحربي لامي المقابل للمديرية العامة للامن الوطني وتمثال بلاودن وتمثال مارغريت بالقبة .
وقد راسل باباسي الرئيس السابق لفرنسا جاك شيراك الذي زار الجزائر في 2003 وجلب معه خاتم حسين داي وراسل جميع الوزراء الفرنسيين من اصول جزائرية للتدخل لكن دون جدوى في حين راسل وزيرة العدل الحالية اليوت ماري وقالت له في ردها على طلبه ان الموضوع محرج جدا بسبب الضغط الذي يمارسه الممجدون للاستعمار الفرنسي في الجزائر وطالبت الحكومة الجزائرية بالمزيد من الضغط لتليين المواقف .
وبحسب المتحدث فان المدفع العملاق المسمى "بابا مرزوق" يبلغ طوله 05 أمتار وبإمكانه إيصال قذيفته إلى الى تامنتفوست انطلاقا من ميناء الجزائر.
واستخدم في عدة معارك ضارية واجهت فيها الجزائر أعداءها المتربصين. ولعل أهمها المعارك التي دافع فيها الجزائريون عن بلادهم خلال حملة لويس الرابع عشر تحت قيادة الأميرال أبراهام دوكيسن سنة 1671, ويحتفظ الفرنسيون بذكرى سيئة مع بابا مرزوق، وكان استيلاؤهم عليه بمثابة انتصار نفسي ومحاولة محو عار التصق بهم. ففي الربع الأخير من القرن السابع عشر، هاجم الأميرال الفرنسي فرانسوا دوكان مدينة الجزائر دون جدوى، وبعد عدة محاولات في سنوات متتالية عاد إلى الانتقام بأسطول كبير فدمر جزءاً من المدينة، وعندما فشل حاكم الجزائر العثماني في إقناع الأميرال بوقف العدوان أحضر أعضاء السلك الدبلوماسي الفرنسي في الجزائر حينها وعددهم 13 وقذفهم من فوهة المدفع بابا مرزوق الواحد تلو الآخر، وتكررت مأساة الدبلوماسيين الفرنسيين مع هذا المدفع الذي أطلقوا عليه اسم «القنصلي» انطلاقا من تلك الذكريات السيئة. وعام 1688 ذهب الماريشال الفرنسي «ديستري» إلى الجزائر انتقاما لذكرى الدبلوماسيين، وقيل بأنه تمكن من تدمير جزء معتبر من المدينة بمدافعه، ولما عجز حاكم الجزائر مرة أخرى عن وقف العدوان أعاد حكاية الدبلوماسيين فوضع 40 فرنسياً من بينهم قنصل فرنسا في الجزائر في فوهة بابا مرزوق وقذف بهم جميعا في البحر، ومن ساعتها دخل هذا المدفع الذاكرة الفرنسية وكان على رأس غنائم حرب احتلال الجزائر سنة 1830 وذهب في السادس من اوت من السنة نفسها إلى فرنسا وتم تقديمه هدية إلى وزير البحرية الذي أهداه بدوره إلى الملك كرمز للنصر. وأمر الملك بوضع المدفع كنصب تذكاري في مدينة «بريست» حيث بقي إلى حد الآن، ولم تتمكن الجزائر المستقلة من استعادة هذا العملاق الذي يشكل جزءاً من ذاكرتها الجماعية.

ومن اجل تخليد ذكراه سيصدر مع بداية شهر رمضان لباباسي كتاب يحمل اسم ملحمة بابا مرزوق سيهديه الى رئيس الجمهورية .
الجزائر موهوب رفيق

ليست هناك تعليقات: