الاثنين، 31 أغسطس 2009

رمضان في البلاد الإسلامية
الماليزيون يقطرون على دفلة نور الجزائرية
يضاعف الماليزيون في شهر رمضان الدعاء والصلاة في أجواء إيمانية تقرّبهم إلى الله، فيفتحون بيوتهم على مصراعيها لاستقبال المحتاجين، في الوقت الذي تتحول فيه الشوارع إلى مطعم كبير يقصده الفقراء
يقول السفير الماليزي في الجزائر الدكتور هاسرول ساني مجتبر لـ ''الخبر'' أن للماليزيين طقوسهم في شهر رمضان، إذ تمتلئ المساجد بالمصلين من جميع بقاع العالم لوجود عدد كبير من السياح ورجال الأعمال المسلمين بها، إلا أن المصلين الماليزيين متميزين بلباسهم التقليدي وكذلك الطاقية التي ارتبطت بهم. وتبدأ الحياة اليومية في العاصمة بعد صلاة الفجر مباشرة، فترى المدينة قد ضُجت بالسيارات والدرَّاجات والعمال وكذلك الموظفون وأوقات الدوام لا تختلف في رمضان عن غيره من شهور السنة، ويستمر الوضع كذلك حتى انتهاء الدوام بعد صلاة العصر، حينها ترى المدينة قد تحولت إلى أسواق شعبية ومحلات لبيع الأكل والحلوى للإفطار.
وتستغل الإدارات فترة الراحة لتقديم دروس لشرح القرآن أو في السيرة النبوية والأخلاق الإسلامية. كما دأب مدراء المؤسسات على الإفطار الجماعي مع العمال كما هو الحال بالنسبة لرئيس الوزراء الذي يفطر كل يوم مع وزير قطاع معين في جو تسقط فيه جميع الرسميات لتحل محلها أواصر الأخوة والتعاون.
ويضيف السفير أن الماليزيين يحبّذون الإفطار على حبات دفلة نور الجزائرية التي تنافس تلك المستوردة من دول الشرق الأوسط نظرا لجودتها. ويشير أن حرمه تكتشف الأطباق الجزائرية من شوربة وما إلى ذلك وتتعلمها..
ويقيم الأغنياء في ماليزيا موائد الإفطار في المساجد والشوارع والميادين، وفي القرى يتبادل الناس وجبات الإفطار فيما بينهم. وتتناول الأسرة الماليزية أكلة رمضانية معروفة اسمها ''الكورما'' تصنع من الشعير، وكذلك ''لومانغ'' المصنوع من الأرز بجانب لحم الخروف أوالدجاج وطبق كاتوبا المصنوع من ورق الجوز الهندي والأرز والمرق. وتقام في رمضان مهرجانات للمأكولات والحلويات بأشكالها وأنواعها وألوانها، يسمونها باللغة الملايوية ''فاسار رمضان'' أي سوق رمضان، تقام هذه المهرجانات في كل مكان توجد فيه تجمعات سكنية، وخاصة في المدن والمناطق المعروفة باسم ''تامن'' أي حديقة أو بستان، وما أكثرها في ماليزيا.
وقبل الغروب بحوالي ساعتين تقريبا يتسابق المسلمين إلى هذه المهرجانات لاختيار ما يحلو لهم من الأطعمة والمشروبات والحلويات، الجاهزة للأكل.
كما يقيم الماليزيون صلاة التراويح طيلة شهر رمضان، لكن عدد الركعات في ماليزيا يصل إلى 18 ركعة يوميا دون أن يشترط على الإمام ختم القرآن مع نهاية شهر رمضان، وفي عيد الفطر يعمد الماليزيون الى الحفاظ على تقليد يسمى الدار المفتوحة، إذ تظل البيوت مفتوحة طيلة شهر كامل بعد رمضان لاستقبال الضيوف والاصدقاء والفقراء. وتتزيّن الدكاكين والشوارع بالفوانيس احتفالا بالعيد في صورة نورانية تعكس تمسك الماليزيين بأصالتهم.
 المصدر :الجزائر: موهوب رفيق
2009-08-31
قراءة المقال 6484